حل مشكلة Invalid Partition Table 

تعتبر مشكلة "Invalid Partition Table" من الأخطاء المزعجة التي قد تواجه مستخدمي أجهزة الكمبيوتر عند محاولة تشغيل أجهزتهم. 

يظهر هذا الخطأ عادةً على شاشة سوداء قبل بدء تحميل نظام التشغيل، مما يعيق عملية الإقلاع ويجعل الوصول إلى البيانات والبرامج أمرًا مستحيلاً. فهم أسباب هذه المشكلة وطرق تشخيصها يمثل الخطوة الأولى نحو إيجاد الحل المناسب واستعادة عمل الجهاز.

فهم المشكلة وأسبابها الجذرية:

رسالة الخطأ "Invalid Partition Table" تشير بشكل أساسي إلى وجود مشكلة في جدول التقسيم (Partition Table) الموجود على القرص الصلب أو وسيط التخزين الذي يحاول الجهاز الإقلاع منه. جدول التقسيم هو هيكل بيانات حيوي يسجل معلومات حول كيفية تقسيم القرص إلى أقسام (Partitions) مختلفة، ويحدد مكان وجود كل قسم ونظام الملفات الخاص به. عندما يتعرض هذا الجدول للتلف أو عدم التوافق، يصبح نظام الإدخال والإخراج الأساسي (BIOS) أو واجهة البرامج الثابتة الموحدة القابلة للامتداد (UEFI) غير قادر على قراءة معلومات التقسيم بشكل صحيح، وبالتالي يفشل في تحديد القسم القابل للإقلاع وبدء عملية تحميل نظام التشغيل.

أحد الأسباب الرئيسية لظهور هذه المشكلة يكمن في عدم تطابق نمط الإقلاع بين نظام التشغيل المثبت وإعدادات البيوس/UEFI. 

Legacy BIOS: وهو نظام إقلاع تقليدي يعتمد على سجل الإقلاع الرئيسي (MBR) الموجود في القطاع الأول من القرص الصلب لتحديد نظام التشغيل وبدء تشغيله.

UEFI (Unified Extensible Firmware Interface): وهو واجهة برامج ثابتة حديثة توفر مرونة أكبر وميزات متقدمة، وتعتمد على جدول تقسيم GUID (GPT) الذي يسمح بتقسيم القرص إلى عدد أكبر من الأقسام وبأحجام أكبر.

عندما يتم تثبيت نظام تشغيل (مثل ويندوز) بنمط إقلاع معين (مثل UEFI)، ولكن إعدادات البيوس/UEFI للجهاز مضبوطة على نمط إقلاع مختلف (مثل Legacy)، فإن الجهاز لن يتمكن من قراءة جدول التقسيم الخاص بنظام التشغيل بشكل صحيح، مما يؤدي إلى ظهور خطأ "Invalid Partition Table".

تشخيص المشكلة:

عادةً ما يكون ظهور رسالة "Invalid Partition Table" هو المؤشر الرئيسي للمشكلة. قد تظهر هذه الرسالة بشكل مباشر عند محاولة تشغيل الجهاز، وقد يصاحبها توقف كامل لعملية الإقلاع. في هذه الحالة، الخطوة الأولى هي تحديد نمط الإقلاع الذي تم تثبيت نظام التشغيل به ونمط الإقلاع الحالي للجهاز.

حلول مشكلة  Invalid Partition Table

إعادة تشغيل الجهاز والدخول إلى إعدادات البيوس/UEFI: عند بدء تشغيل الجهاز، ستظهر عادةً رسالة قصيرة تشير إلى المفتاح الذي يجب الضغط عليه للدخول إلى إعدادات البيوس/UEFI. قد تكون هذه المفاتيح هي F2، F12، Delete، F10، أو غيرها، حسب الشركة المصنعة للجهاز. اضغط على المفتاح المناسب بشكل متكرر أثناء بدء التشغيل للدخول إلى قائمة الإعدادات.

البحث عن خيارات الإقلاع (Boot Options): بمجرد الدخول إلى إعدادات البيوس/UEFI، ابحث عن قسم يتعلق بخيارات الإقلاع. قد يحمل هذا القسم أسماء مثل "Boot"، "Boot Sequence"، "Startup"، أو "Boot Order".

تحديد نمط الإقلاع: داخل خيارات الإقلاع، ابحث عن إعدادات تتعلق بـ "UEFI/Legacy Boot"، "Boot Mode"، أو ما شابه ذلك. قد تجد خيارات مثل:

UEFI

Legacy

UEFI and Legacy

CSM (Compatibility Support Module)

تغيير نمط الإقلاع للمطابقة:

إذا كان نظام التشغيل مثبتًا بنمط UEFI: تأكد من أن إعدادات البيوس/UEFI مضبوطة على "UEFI" أو أي خيار يشير إلى دعم UEFI.

إذا كان نظام التشغيل مثبتًا بنمط Legacy: تأكد من أن إعدادات البيوس/UEFI مضبوطة على "Legacy" أو "CSM" (الذي يسمح بدعم الإقلاع التقليدي).

حفظ التغييرات والخروج: بعد تحديد نمط الإقلاع المناسب، ابحث عن خيار لحفظ التغييرات والخروج من إعدادات البيوس/UEFI. غالبًا ما يكون هذا الخيار باسم "Save and Exit" أو ما شابه ذلك. حدده واضغط على Enter.

إعادة تشغيل الجهاز: سيقوم الجهاز الآن بإعادة التشغيل. إذا كانت المشكلة ناتجة عن عدم تطابق نمط الإقلاع، فيجب أن يتمكن الجهاز الآن من قراءة جدول التقسيم بشكل صحيح والمتابعة في عملية تحميل نظام التشغيل.

ملاحظات هامة:

قد تختلف واجهات البيوس/UEFI وخياراتها من جهاز لآخر حسب الشركة المصنعة. راجع دليل المستخدم الخاص بجهازك للحصول على معلومات دقيقة حول كيفية الوصول إلى الإعدادات وتعديلها.

في بعض الحالات النادرة، قد تكون مشكلة "Invalid Partition Table" ناتجة عن تلف حقيقي في جدول التقسيم نفسه. في هذه الحالة، قد تحتاج إلى استخدام أدوات استعادة التقسيم أو إعادة تثبيت نظام التشغيل. ومع ذلك، فإن عدم تطابق نمط الإقلاع هو السبب الأكثر شيوعًا لهذه المشكلة.

باتباع الخطوات الموضحة في الفيديو وتفصيلها في هذا المقال، يمكنك تشخيص وحل مشكلة "Invalid Partition Table" واستعادة جهاز الكمبيوتر الخاص بك إلى العمل بشكل طبيعي. تذكر دائمًا أهمية فهم طبيعة المشكلة قبل محاولة تطبيق الحلول لضمان اتخاذ الخطوات الصحيحة.